السبت، 19 ديسمبر 2015

المجلس الحادي عشر : الهمز المزدوج من كلمتين المختلف في الحركة


  
              الهمز المزدوج  من كلمتين المختلف في الحركة عند ورش



المجلس الحادي عشر :
قسمنا أنواع الهمز لثلاثة أقسام ( الهمز المفرد – الهمز المزدوج من كلمة - الهمز المزدوج من كلمتين و له نوعان : المتفق في الحركة , و المختلف في الحركة ) ...

و قلنا أن للهمز المزدوج من كلمتين المتفق في الحركة ثلاث صور , لورش فيها كلها وجهان :
-        تحقيق الأولى و إبدال الثانية
-        تحقيق الأولى و تسهيل الثانية

يقدم الإبدال دائما على التسهيل إلا في موضعين اثنين يقدم فيهما التسهيل على الإبدال هما :
1)  جاء ءال لوط ( الحجر ) ...
2)  جاء ءال فرعون ( القمر ) ...

و يبقى مع التسهيل مد البدل قائما بأطواله الثلاثة ...
 أما مع الإبدال فيكون مع القصر و الطويل , و ذلك عملا بالقاعدة ( عند إبدال الهمزة الثانية ننظر للحرف التالي لها : فإن كان ساكنا لزم الطويل , و إن كان متحركا لزم القصر ) ...

عند إبدال الهمزة الثانية نجد أن أصل الهمزة ساكنة ( أَ أْ ل )  أو مبدلة ( أَهْل ) فالبعض اعتبر حرف المد همزة ساكنة , و البعض اعتبره مبدلا منها ... و هذه الحروف في اللغة العربية قد ينوب بعضها عن بعض , أو يبدل حرف بآخر .... إذا عند النظر للحرف التالي للهمزة المبدلة نجده ساكنا و هذا يعني أن الهمزة المبدلة حرف مد أو الهمزة المبدلة منها ... فتلتقي ألفان نقوم بحذف إحداهما, فعندما نمدّ فإننا نمدّ لساكن مقدر غير صريح كقولنا ( على البغاء ان اردن ) حيث نمدّ بالطويل على الرغم من أن النون متحركة ( بالنقل ) , و يكون المد اعتدادا بالأصل ( النون الساكنة ) ...



الخلاصة : استثناءان  يقدم فيهما ورش التسهيل على الإبدال, مع الحفاظ على البدل بأطواله الثلاثة حيث لا يمتنع البدل مع الهمز المغير ب( التسهيل أو الإبدال أو النقل ) , و له الإبدال مع القصر و الطويل ... و تكون جملة الأوجه خمسة :
-        ثلاثة أوجه : تسهيل مع ثلاثة البدل ...
-        وجهان : الإبدال مع القصر و الطويل ...
حيث لابد من النظر للحرف التالي للهمزة المبدلة فأصل آل ( أَأْل ) أو ( أَهْل ) .... و عند إبدال الهمزة الثانية يكون الحرف التالي لها في الأصل ساكنا , و في الظاهر متحركا فيمد على تقدير الحرف الساكن ...

و منهم من قال بتقديم التسهيل على الإبدال في ( أرايتم ) , لكن ما قرأنا به على مشايخنا هو ( تقديم الإبدال ) في ( أرايتم و أشكالها – ءأنتم ) ...

قول نذكره ما يزال بحاجة للتثبيت : الوقف على كلمة ( آل ) بالتسهيل فقط ؟؟؟

 كما أن هناك استثناء في الهمز المزدوج من كلمة ( المتفق في الحركة ) في كلمتي ( ءأمنتم – ءآلهتنا ) حيث تقرأ بالقصر و لا إبدال فيها ....
كذلك يقدم ( التسهيل مع ثلاثة البدل ) كاستثناء في الهمز المزدوج من كلمتين المتفق في الحركة و ذلك في موضعي ( الحجر – القمر ) ...

الهمز المزدوج من كلمتين ( المختلف في الحركة ) :
و له خمس صور , و فيه يتفق ورش مع قالون أو مع القراء الثلاثة ( نافع – المكي – البصري ) ...

الصور الخمس :
( مفتوحة فمضمومة ءَ ءُ – مفتوحة فمكسورة ءَ ءِ – مضمومة فمكسورة ءُ ءِ – مضمومة فمفتوحة ءُ ءَ – مكسورة فمفتوحة ءِ ءَ )



أمثلة :
* ) مفتوحة فمضمومة ءَ ءُ : (  ۖ كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ ۚ ) سورة المؤمنون ... الموقع الوحيد في القرآن الكريم
* ) مفتوحة فمكسورة ءَ ءِ : ( أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ ) سورة البقرة
* ) مضمومة فمكسورة ءُ ءِ : (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) سورة يونس
* ) مضمومة فمفتوحة ءُ ءَ : (وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ  ) سورة الممتحنة – ( النبيءُ أَولى ) ( السفهاءُ أَلا )
* ) مكسورة فمفتوحة ءِ ءَ : (وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا ) سورة النساء – ( خطبة النساءِ أَ و ) ( من الماءِ أَو ) ( من السماءِ آَية )

في الهمز المزدوج من كلمتين تسع صور : ثلاث للمتفق في الحركة , و ست للمختلف في الحركة : ذكرنا منها خمسا , و الصورة السادسة ( المكسورة فالمضمومة ءِ ءُ ) فلا وجود لها في القرآن ...

حكم الصور الخمس :
عندما تكون الهمزة الأولى مفتوحة فالحكم : تحقيق الأولى , و تسهيل الثانية , و يكون التسهيل بين الهمزة و الواو التي تناسب الضم ... ينطبق هذا الحكم على الصورتين الأوليين ( ءَ ءُءَ ءِ

عندما تكون الهمزة الأولى مضمومة فالحكم : تحقيق الأولى , و إبدال الثانية من جنس حركة ما قبلها ( ما قبلها مضموم تناسبه الواو ) , مع المحافظة على حركتها .. فمثلا ( يشاءُ إلى ) تحقق الأولى و تبدل الثانية واوا مكسور ة ...
و هناك وجه ثان في ( المضمومة فالمكسورة ءُ ءِ ) : تحقيق الأولى و تسهيل الثانية , إلا أن الإبدال هو المقدم في الأداء ..

ملاحظة : يكون التسهيل بين الهمزة و ما يناسب حركتها , أما الإبدال فهو بإبدال الهمزة من جنس حركة ما قبلها ...

في الصورة الخامسة ( مكسورة فمفتوحة ءِ ءَ ) : تحقيق الأولى , و إبدال الثانية من جنس حركة ما قبلها ( حيث الهمزة مكسورة و يناسبها الياء ) كما تناسب الألف الفتح , و الواو الضم ... مع المحافظة على مد البدل



إذا لدينا :
-        التسهيل في صورتين , و في أحد الوجهين ( ءَ ءُ – ءَ ءِ – و في وجه ل ءُ ءِ ) ...
-        الإبدال في صورتين و بخلف عنه : ( ءُ ءَ – أحد وجهي ءُ ءِ – ءِ ءَ ) ...
و نرى أن القسمة عادلة فالتسهيل في صورتين و في الثالثة ( في أحد الوجهين ) , و كذلك الإبدال ...
نلاحظ أن الهمز المزدوج المختلف في الحركة لا يغير إلا بالتسهيل أو الإبدال , و ليس فيه نقل أو إسقاط ...



خلاصة عامة لباب الهمز :
يقرأ الهمز المفرد بالتسهيل أو الإبدال أو النقل , و بالوجهين ( الإبدال و التسهيل ) في بعض الكلمات ( أرأيت – ءأنتم – اللائي ) ...

في الهمز المزدوج من كلمة ( المتفق في الحركة ) : جواز الوجهين (الإبدال و التسهيل ) باستثناء ( ءأمنتم – ءآلهتنا ) ...

في الهمز المزدوج من كلمتين ( المتفق في الحركة ) : جواز الوجهين (الإبدال و التسهيل ) باستثناء (جاء ءال لوط ... جاء ءال فرعون ) ...


في الهمز المزدوج من كلمتين ( المختلف في الحركة ) : يغير الهمز فيه للإبدال و التسهيل حسب نوع الهمزة : فإن كانت الأولى مفتوحة سهلنا الثانية , وإن كانت الأولى مضمومة أبدلنا الثانية , الأولى مكسورة إبدال الثانية ...


هناك تعليقان (2):

  1. جزاك الله خيرا أختنا ميسون و بارك فيك ,,على ما تقومين به ،،اسأل الله ان يثقل موازينك

    ردحذف