الثلاثاء، 12 أبريل 2016

باب التفخيم و الترقيق ...



باب التفخيم و الترقيق :
التفخيم : تسمين الحرف , و ضده الترقيق : تنحيف الحرف ( جعل الحرف ضعيفا ) ...
تنقسم الحروف الهجائية في هذا الباب إلى ثلاثة أقسام :
1)  حروف مفخمة دائما : هي حروف الاستعلاء المجموعة في ( خص ضغط قظ ) ...
2)  قسم تعتريه حالتا التفخيم و الترقيق و ذلك حسب حركته , و ما يسبقه أو يتلوه و هما حرفا ( ل , ر ) ...
3)  قسم مرقق دائما : بقية الحروف
الحروف الأبجدية _ ( خص ضغط قظ + ل + ر ) = الحروف المرققة دائما ( المستفلة ) ..



حكم اللام :
لها حكمان : حكم يتعلق بلفظ الجلالة ... حكم لا يتعلق بلفظ الجلالة
1)  الحكم المتعلق بلفظ الجلالة ( الله ) :
-        تغلظ لام لفظ الجلالة إن سبقت بضم ( آياتُ الله ) , أو بفتح ( رسولَ الله ) , أو عند البدء بها ( الله , اللهم ) ... و الحكم عام عند جميع القراء .
-        ترقق لام لفظ الجلالة : إذا سبقت بكسر ( بسمِ الله , أفي الله شك ) , أو بكسر غير مرسوم كالكسر الناتج عن التقاء الساكنين( أحدٌ الله ) حيث تحرك نون التنوين بالكسر نظرا لالتقاء الساكنين, و يلفظ هذا الكسر دون الرسم مما يسبب ترقيق اللام ...

انفرد ورش عن نافع من طريق الأزرق بتغليظ اللام زيادة على لام لفظ الجلالة شريطة أمرين :
-        أن تكون اللام مفتوحة ...
-        أن تسبق بأحد حروف الإطباق التالية ( ظ , ط , ص ) على أن تكون ساكنة أو مفتوحة ...
أمثلة :
-        مطْلَع : مع الانتباه لعدم تفخيم الميم مع الطاء و اللام ( لحن ) ...
-        تصْلَى : مع الانتباه لعدم تفخيم الصاد مع التاء ( لحن ) , و بما أنها من ذوات الياء فتحتمل الوجهين ( التغليظ و الترقيق ) ... كما يمكن للام أن تكون مقصورة أو ممدودة ...
-        لا يصْلَاها , الصَّلَاة , ( و ما ربك بظَلَّام للعبيد ) : و يمكن للام أن تكون مخففة أو مثقلة ( مدغمة ) ...
-        ( فمن أظْلَم ) ( و لا يظْلَمون فتيلا ) ...



حالات جواز الوجهين ( التغليظ و الترقيق ) في اللام :
1)  إذا فصل بين اللام و أحد هذه الحروف حرف مد جاز الوجهان ( التغليظ و الترقيق ) ...
أمثلة :
( أفطال , فطال , فصالا , يصّالحا ) هذه الأمثلة فقط الواردة في القرآن الكريم ؛ يجوز فيها وجها التغليظ و الترقيق , و التغليظ هو المقدم ( وجه الأداء ) ...
2)  إذا اضطررنا للوقف ( الاضطراري أو الاختباري ) على كلمة فيها لام مغلظة وصلاً , و وقفنا عليها بالسكون ( و يقطعون ما أمر الله به أن يوصل ) ... قيكون الوقف على ( يوصَلْ ) بالوجهين :
التغليظ : لأن اللام مغلظة وصلا ...
الترقيق : لعدم توفر الشرط ( اللام ساكنة وقفا ) ...




ملاحظة :
-        ( و اتخذوا من مقام ابراهيم مصلى ) : يجوز فيها الوجهان ( الفتح و التقليل لعدم اتصالها براء ) , لذلك تقرأ اللام بالوجهين   

-        أما ما كان رأس آية كالسور العشر التي سبق ذكرها آنفا ( و ذكر اسم ربه فصلى _ الأعلى ) ( أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى _ العلق ) فلا تقرأ إلا بالتقليل ... و ما لم يكن رأس آية ( تصلى ناراً حامية _ الغاشية ) فيجوز فيها وجها التفخيم و الترقيق ...

خلاصة مبحث اللام عند ورش عن نافع من طريق الأزرق :
للام حكمان :
-        في لفظ الجلالة : عام يشترك فيه جميع القراء ( تغليظ اللام إن سبقت بفتح أو ضم أو ابتداء , ترقيقها إن سبقت بكسر )
-        خاص : ينفرد به ورش بتغليظ اللام بشروط مخصوصة ( أن تكون اللام مفتوحة , و مسبوقة بأحد أحرف الإطباق ( ظ , ط , ص ) على ن تكون ساكنة أو مفتوحة ... مع الانتباه إلى :
1)  تخليص المرقق من المفخم ...
2)  حالات جواز الوجهين ...
3)  الانتباه للوقف على لام مغلظة وصلا ...
4)  عدم الجمع بين التغليظ و الإمالة ...

أحكام الراء :
الراء إما متحركة ( رَ , رُ , رِ ) , أو ساكنة ...
الراء المكسورة ( رِحلة الشتاء , رِجال ) : هي محل اتفاق بين جميع القراء بترقيقها ...

أما الراء ( رَ , رُ ) فاختلف فيهما : فورش يرققهما بشروط , على حين أن البقية يفخمونها على أن يكون تفخيمها كاملا ( يمتلئ الفم بصداها ) كقولنا ( الرَّحمن , و رُدوا ) ...



شروط ترقيق الراءات المفتوحة و المضمومة عند ورش :
1)  أن تسبق بكسر أصلي متصل بها ( مِراء ظاهرا ) ( ففِرُّوا إلى الله )

2)  أن تسبق بياء ساكنة سكونا حيا أو ميتا ( مدية أو ساكنة ) : خيْرَا – يفجرونها تفجيْرَا – كان شره مستطيْرَا ...

3)  أن تسبق بكسر و قد فصل بينها و بينه حرف ساكن مستفل , أو حرف الخاء الساكن :
-        ترقق الراء إن سبقت بكسر أصلي منفصل عنها بحرف ساكن مستفل ( ربك ذي الجلال و الـاِكْرام ) ( إِكْرَاههن ) ( و هو قائم يصلي في المِحْراب ) ( إنا نحن نزلنا اذكر و إنا له لحافظون ) : حيث الراء مسبوقة بكسر أصلي , و تنفصل عنه بحرف مستفل ساكن , و انتفى المانع ( وجود حرف استعلاء في كلمتها ) لذلك ترقق ... أما في ( إِعْرَاضا ) فوجود حرف الاستعلاء ( مانع من الترقيق ) رغم الكسر الأصلي المتصل بها , و الحرف الساكن المستفل ( ع ) الذي يفصل بينهما إلا أنها تفخم ...

-        ترقق الراء إن سبقت بكسر أصلي منفصل عنها بحرف الخاء الساكن و ذلك في كلمتين في القرآن الكريم ( إِخْرَاجا – إِخْرَاجكم ) : أما في قوله تعالى ( آتوني أفرغ عليه قِطْرَا ) فالراء مفخمة لأن الفاصل بين الراء و الكسر إما أن يكون حرفا مستفلا أو الخاء الساكنة من حروف الاستعلاء ليتم ترقيقها ...

موانع الترقيق :
1)  إذا أتى بعدها حرف استعلاء في كلمتها : ( الصِراط : تفخم الراء لوجود المانع - حرف الاستعلاء في كلمتها - على الرغم من وجود الشرط – الكسر الأصلي المتصل بها -)
2)  إذا تكررت في كلمتها : ( مِدرارا : حيث توفر الشرط - الكسر الأصلي المتصل بها - , و انتفى المانع - حرف استعلاء في كلمتها – لكن تواجد مانع تكرر الراء في كلمتها فتفخم ) ( إِصرارا ) ( الفِرار )

مستثنيات ترقيق ( رَ , رُ ) عند ورش :
الراءات في الأسماء الأعجمية ( إِسْرائيل , إِبْرَاهيم , عِمرَان , إِرِم ذات العماد ) حيث الشرط متوفر لترقيقها ( مسبوقة بكسر أصلي ) , و المانع منتف ( وجود حرف الاستعلاء أو تكرر الراء في كلمتها ) ... لكن الراء فخمت اتباعا للرواية ...

حالات جواز الوجهين مع تقديم التفخيم :
-        الإشراق ( سورة ص ) , حيران (سورة الأنعام ) حيث الشرط متوفر , و المانع منتف لكن الراء تقرأ بالوجهين اتباعاً الرواية ...
-        ما كان على وزن فِعْلا , و الفاصل بين الكسر و الراء حرف ساكن مستفل , و هي ست كلمات في القرآن الكريم :
صِهرَا , حِجرَا (سورة الفرقان ) ... وِزرَا (سورة طه ) ... سِترِا , إِمرَا (سورة الكهف ) ... ذِكرَا .... تقرأ هذه الكلمات بالوجهين ( التفخيم و الترقيق ) وقفا و وصلاً اتباعاً للرواية ...
أما في ( الحاملات وقرا ) فليس فيها إلا التفخيم لأن الفاصل حرف ساكن مستعل ( مفخم ) ...




ملاحظة :
ترقق الراء في ( بشرَرٍ – سورة المرسلات ) : على الرغم من غياب الشرط ( الكسر غير أصلي ) , و وجود المانع ( تكرر الراء في كلمتها ) إلا أن الراء الأولى ترقق لترقيق الراء الثانية اتباعا للرواية وصلا و وقفا , و ليس بسبب الكسر السابق ( كسر غير أصلي ) , مع وجود مانع الترقيق ( تكرار الراء في كلمتها ) ...