الأحد، 4 أكتوبر 2015

المجلس الثالث ( البسملة و أحكامها ) ...





             المجلس الثالث (( البسملة و أحكامها ))


تفريغ المجلس الثالث ( البسملة و أحكامها ) :
هي : مصدر من فعل ( بسمل ) : بسمل يبسمل إذا قال " بسم الله الرحمن الرحيم " , خلاف التسمية ( قولنا بسم الله عند الوضوء , و الذبائح .... إلخ ) ...

فضلها : واسع يتعذر علينا الإلمام به , و ما يهمنا هو ( أصول رواية ورش عن نافع المدني في البسملة )...

أحكام البسملة : ثلاثة تتعلق ب :
- أوائل السور ...
- أواسط السور ...
- بين السورتين ...





أولا : أحكام البسملة في أوائل السور(عند قراءة السورة من أولها )

*)  اتفق القراء على إثبات البسملة في أوائل السور إلا في سورة التوبة ...

*) ما حكم هذا الإثبات ؟؟  للعلماء في ذلك وجهان 
1 ) الندب ...  2 ) الوجوب ...

*) محور الخلاف ( هل البسملة آية من كل سورة ؟؟ أم أنها للفصل بين السور للتبرك ) ....
و ما يهمنا أنه لا يوجد قارئ يبدأ أول السورة دون بسملة ...
اتفاق بين القراء على إثبات البسملة أوائل السور , على اختلاف بين المذاهب في الصلاة ( آراء فقهية متباينة ) , نحترم آراء العلماء , و المجتهدون على صواب ان شاء الله ...

قال الشاطبي " رحمه الله " :
وَمَهْمَا تَصِلْهَا أَوْ بَدَأْتَ بَرَاءَةً 
لِتَنْزِيلِهاَ بالسَّيْفِ لَسْتَ مُبَسْمِلا

*) اختلف العلماء في علة ( حذف البسملة ) في ( سورة براءة أو التوبة ) فقالوا :
- إن سورة التوبة كانت تبدأ بآية أخرى , و عندما نسخت حذفت معها البسملة فبقيت الآية الموالية ( براءة )...
- إن الأنفال و التوبة سورة واحدة فلا مبرر للبسملة بينهما ...
- أنها نزلت بالسيف لما اشتملت عليه السورة من الأمر بالقتل والأخذ والحصر ونبذ العهد من قبل المشركين ...

*) كيف نبدأ التوبة ؟؟
- نبدؤها بالاستعاذة فقط ( بالوصل أو الوقف ) ...
- و لا يجوز تعويض البسملة بقول آخر كقولنا ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أستفتح بالله براءة ) ... إنما هي سورة أرادها الله عز و جل مبتدئة بغير بسملة دون الحاجة للولوج في في الأقوال و النقاشات ...

ثانيا : حكم البسملة في ( أواسط السور ) أي بدء القراءة بعد الآية الأولى :
*) اتفق القراء على التخيير بين إثبات البسملة و حذفها ...

*) قال الشاطبي رحمه الله :
ولا بدّ منها في ابتدائك سورة 
 سواها وفي الأجزاء خيّر من تلا

*) مثال :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم .. لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون ( وجه الإثبات ) ...

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون ( وجه الحذف ) ...

و قد قال البعض تعليلا لحذفها في أواسط السور ( أنها إشعار بأوائل السور فلا مسوغ للإتيان بها في أواسطها )

و نقول : حكم التخيير بين الإثبات و الحذف عام في كل السور , و كلاهما صواب ...

ثالثا : حكم البسملة ( بين السورتين ) :
لورش بين السورتين وجهان :
أ) حذف البسملة ( المقدم ) ..... ب) إثبات البسملة ...

الوجه الأول المقدم ( حذف البسملة بين السورتين ) :




*) معناه : الانتقال من السورة الأولى إلى الثانية مباشرة دون بسملة ..

*) للربط بين السورتين : يكون هذا الحذف مع السكت أو الوصل ... 

فأما السكت :
- سكتة لطيفة يشترط فيها عدم التنفس , فإن تنفس القارئ صار وقفا ... قال الشاطبي " رحمه الله " ( و سكتهمُ المختارُ دون تنفسِ ) ...
- و يكون السكت للتمييز بين السورتين ...
- مثال : ربط سورة الفيل و قريش بحذف البسملة مع السكت :
( فجعلهم كعصفٍ ماكولْ .. سكت .. لإيلاف قريش ) ...

الوصل :
- حيث نصل آخر السورة الأولى بأول السورة الثانية من غير سكت أو وقف ...

- قال ابن بري :
واسكت يسيراً تحظ بالصواب
 أو صل له مبيّن الإعراب

- مثال ( فجعلهم كعصفٍ ماكولٍ لإيلاف قريش ) ...

الأربع الزهر :
*)  بعضهم بسمل عن ضرورة (وبعضهم في الأربع الزهر بسملا  ) ...
*) أربع سور سماها الشاطبي (( الأربع الزهر )) هي :
القيامة – المطففين – البلد الهمزة  ... حيث فضل العلماء الربط بين كل سورة من هذه السور مع ما قبلها ( بالسكت أو البسملة دون الوصل ) و ذلك في ( المدثر مع القيامة ) ( الانفطار مع المطففين ) ( الفجر مع البلد ) ( العصر مع الهمزة ) ...
*) و السر في ذلك يعود :
مثال : آخر المدثر ( هو أهل التقوى و أهل المغفرة ) , و بداية سورة القيامة ( لا أقسم بيوم القيامة ) ... فإذا ربطنا السورتين بالوصل قلنا (هو أهل التقوى و أهل المغفرة لا أقسم بيوم القيامة ) و كأننا ننفي التقوى و المغفرة عن الله تعالى حاشى و كلا ... فاستحب بعض العلماء تحاشيا لهذا المفهوم الربط بين كل من سور ( الأربع الزهر ) مع ما يسبقها ( بالسكت أو البسملة ) ... كما استحب بعض العلماء خفض الصوت عند تلاوة بعض الآيات كقوله تعالى ( و قالت اليهود يد الله مغلولة ) ...

*) و كلها اجتهادات من بعض العلماء لم تؤخذ عن النبي  " عليه الصلاة و السلام " ... بيد أن المحققين سوّوا بين كل السور مع الأربع الزهر ; و علتهم في ذلك :
إن كانت العلة في الوصل فليس هناك مبرر في البسملة أو السكت و تجنب الوصل ) مثلا : للربط بين سورتي الفجر و البلد ( فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي لا أقسم بهذا البلد ) حيث قالوا : من الواضح أن النفي ( لا ) إنما يعود على ( أقسم ) و ليس ( ادخلي جنتي ) .....
أقوال للعلماء نحترمها إلا أن المحققين لم يأخذوا بها , و اعتبروا السور كلها ذات حكم واحد فقراءتنا ( بالسكت أو الوصل أو البسملة ) كلها جائزة ...

الخلاصة : نأخذ بما قاله المحققون ( جواز السكت أو الوصل بين السورتين مع حذف البسملة أو إثباتها ) كقالون و غيره

ننوه لأمرين هامين :

-       في حالة الوصل : لا بد من بيان حالة الإعراب ...
-       شرط وضعه علماء القراءات لتطبيق الوصل و السكت بين السورتين مع إثبات البسملة أو حذفها هو : أن تكون السورتان مرتبتين ترتيبا تنازليا ;حيث تكون السورة الثانية تالية للأولى في ترتيب المصحف , أي بعدها , و لا يشترط التالية لها مباشرة ; فمثلا لا يصح وجها السكت و الوصل مع الإثبات أو الحذف بين سورتي ( الإخلاص و المسد ) حيث المسد سابقة للإخلاص في ترتيب المصحف و ليست تالية لها ...
                           ************
ما الحكم في قراءة السورة عدة مرات ؟
هنا لا وصل و لا سكت إنما نأتي بالبسملة ...

                            ************
بعض القراء حذفوا البسملة حجتهم في ذلك : أن القرآن كله كسورة واحدة فلا داعي للبسملة ...

ما الحكم بين الأنفال و التوبة أو أي سورة قبل التوبة مع التوبة ؟؟
هناك ثلاثة أوجه لكل القراء هي ( الوقف – السكت – الوصل ) :

-       إن الله بكل شييء عليم وقف براءة
-       إن الله بكل شييء عليم سكت براءة
-       إن الله بكل شييء عليمٌ وصل براءة ( بيان حالة الإعراب )




الأوجه الجائزة عند إثبات البسملة بين السورتين : ثلاثة فقط
1) قف و قف ...
2) قف و صل ...
3) صل الجميع ...




هناك وجه رابع ممتنع عند كل القراء ( صل و قف ) حيث يقع التباس ( هل البسملة تابعة للسورة الأولى أم الثانية ) و :ان السورة الأولى تنتهي بالبسملة , و قالوا إنما البسملة لأوائل السور و ليس لأواخرها ..... 

              تم بحمد الله و فضله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق