المجلس الثالث (( البسملة و أحكامها ))
تفريغ المجلس الثالث ( البسملة و أحكامها ) :
هي : مصدر من فعل ( بسمل ) : بسمل يبسمل إذا قال
" بسم الله الرحمن الرحيم " , خلاف التسمية ( قولنا بسم الله عند الوضوء
, و الذبائح .... إلخ ) ...
فضلها : واسع يتعذر علينا الإلمام به , و ما
يهمنا هو ( أصول رواية ورش عن نافع المدني في البسملة )...
أحكام البسملة : ثلاثة تتعلق ب :
- أوائل السور ...
- أواسط السور ...
- بين السورتين ...
أولا : أحكام البسملة في أوائل السور(عند قراءة
السورة من أولها )
*) اتفق القراء على إثبات البسملة في أوائل السور
إلا في سورة التوبة ...
*) ما حكم هذا الإثبات ؟؟ للعلماء في ذلك وجهان
1 ) الندب ... 2 ) الوجوب ...
*) محور الخلاف ( هل البسملة آية من كل سورة ؟؟ أم
أنها للفصل بين السور للتبرك ) ....
و ما يهمنا أنه لا يوجد قارئ يبدأ أول السورة دون
بسملة ...
اتفاق بين القراء على إثبات البسملة أوائل السور
, على اختلاف بين المذاهب في الصلاة ( آراء فقهية متباينة ) , نحترم آراء العلماء
, و المجتهدون على صواب ان شاء الله ...
قال الشاطبي " رحمه الله " :
وَمَهْمَا تَصِلْهَا
أَوْ بَدَأْتَ بَرَاءَةً
لِتَنْزِيلِهاَ
بالسَّيْفِ لَسْتَ مُبَسْمِلا
*) اختلف العلماء في
علة ( حذف البسملة ) في ( سورة براءة أو التوبة ) فقالوا :
- إن سورة التوبة كانت تبدأ بآية أخرى , و عندما
نسخت حذفت معها البسملة فبقيت الآية الموالية ( براءة )...
- إن الأنفال و التوبة سورة واحدة فلا مبرر
للبسملة بينهما ...
- أنها نزلت بالسيف لما اشتملت
عليه السورة من الأمر بالقتل والأخذ والحصر ونبذ العهد من قبل المشركين ...
*) كيف نبدأ التوبة ؟؟
- نبدؤها بالاستعاذة فقط ( بالوصل أو الوقف ) ...
- و لا يجوز تعويض البسملة بقول آخر كقولنا ( أعوذ
بالله من الشيطان الرجيم أستفتح بالله براءة ) ... إنما هي سورة أرادها الله عز و
جل مبتدئة بغير بسملة دون الحاجة للولوج في في الأقوال و النقاشات ...
ثانيا : حكم البسملة في ( أواسط السور ) أي بدء
القراءة بعد الآية الأولى :
*) اتفق القراء على التخيير بين إثبات البسملة و
حذفها ...
*) قال الشاطبي رحمه الله :
ولا بدّ منها في
ابتدائك سورة
سواها
وفي الأجزاء خيّر من تلا
*) مثال :
أعوذ
بالله من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم .. لن تنالوا البر حتى تنفقوا
ما تحبون ( وجه الإثبات ) ...
أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم .. لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون ( وجه الحذف ) ...
و قد قال البعض
تعليلا لحذفها في أواسط السور ( أنها إشعار بأوائل السور فلا مسوغ للإتيان بها في
أواسطها )
و نقول : حكم التخيير بين الإثبات و الحذف عام في كل السور , و كلاهما
صواب ...
ثالثا : حكم
البسملة ( بين السورتين ) :
لورش بين
السورتين وجهان :
أ) حذف البسملة ( المقدم ) ..... ب) إثبات البسملة ...
*) معناه : الانتقال من السورة
الأولى إلى الثانية مباشرة دون بسملة ..
*) للربط بين السورتين : يكون هذا الحذف مع السكت أو
الوصل ...
فأما السكت :
- سكتة لطيفة يشترط فيها عدم التنفس , فإن تنفس
القارئ صار وقفا ... قال الشاطبي " رحمه الله " ( و سكتهمُ المختارُ دون
تنفسِ ) ...
- و يكون السكت للتمييز بين السورتين ...
- مثال : ربط سورة الفيل و قريش بحذف البسملة مع
السكت :
( فجعلهم كعصفٍ ماكولْ .. سكت
.. لإيلاف قريش ) ...
الوصل :
- حيث نصل آخر السورة الأولى بأول السورة الثانية من غير
سكت أو وقف ...
- قال ابن بري :
واسكت يسيراً تحظ
بالصواب
أو صل له مبيّن
الإعراب
- مثال ( فجعلهم
كعصفٍ ماكولٍ لإيلاف قريش ) ...
الأربع الزهر :
*) بعضهم بسمل عن ضرورة (وبعضهم في الأربع الزهر
بسملا
) ...
*) أربع
سور سماها الشاطبي (( الأربع الزهر )) هي :
القيامة – المطففين – البلد
الهمزة ... حيث فضل العلماء الربط بين كل
سورة من هذه السور مع ما قبلها ( بالسكت أو البسملة دون الوصل ) و ذلك في ( المدثر
مع القيامة ) ( الانفطار مع المطففين ) ( الفجر مع البلد ) ( العصر مع الهمزة )
...
*) و السر في ذلك يعود :
مثال
: آخر المدثر ( هو أهل التقوى و أهل المغفرة ) , و بداية سورة القيامة ( لا أقسم
بيوم القيامة ) ... فإذا ربطنا السورتين بالوصل قلنا (هو أهل التقوى و أهل المغفرة
لا أقسم بيوم القيامة ) و كأننا ننفي التقوى و المغفرة عن الله تعالى حاشى و كلا ... فاستحب
بعض العلماء تحاشيا لهذا المفهوم الربط بين كل من سور ( الأربع الزهر ) مع ما يسبقها
( بالسكت أو البسملة ) ... كما استحب بعض العلماء خفض الصوت عند تلاوة بعض الآيات
كقوله تعالى ( و قالت اليهود يد الله مغلولة ) ...
*) و
كلها اجتهادات من بعض العلماء لم تؤخذ عن النبي " عليه الصلاة و السلام
" ... بيد أن المحققين سوّوا بين كل السور مع الأربع الزهر ; و علتهم في ذلك :
إن كانت العلة في الوصل فليس هناك
مبرر في البسملة أو السكت و تجنب الوصل ) مثلا : للربط بين سورتي الفجر و البلد (
فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي لا أقسم بهذا البلد ) حيث قالوا : من الواضح أن النفي ( لا ) إنما يعود على ( أقسم ) و ليس ( ادخلي جنتي ) .....
أقوال للعلماء نحترمها إلا أن المحققين لم يأخذوا بها ,
و اعتبروا السور كلها ذات حكم واحد فقراءتنا ( بالسكت أو الوصل أو البسملة ) كلها
جائزة ...
الخلاصة : نأخذ بما قاله المحققون ( جواز السكت أو الوصل بين السورتين مع حذف البسملة أو إثباتها
) كقالون و غيره
ننوه لأمرين هامين
:
-
في حالة الوصل : لا بد من بيان حالة الإعراب
...
-
شرط وضعه علماء القراءات لتطبيق الوصل و
السكت بين السورتين مع إثبات البسملة أو حذفها هو : أن تكون السورتان مرتبتين
ترتيبا تنازليا ;حيث تكون السورة الثانية تالية للأولى في
ترتيب المصحف , أي بعدها , و لا يشترط التالية لها مباشرة ; فمثلا لا يصح وجها
السكت و الوصل مع الإثبات أو الحذف بين سورتي ( الإخلاص و المسد ) حيث المسد سابقة
للإخلاص في ترتيب المصحف و ليست تالية لها ...
************
ما الحكم في قراءة السورة عدة مرات ؟
هنا لا وصل و لا سكت إنما نأتي بالبسملة ...
************
بعض القراء حذفوا البسملة حجتهم في ذلك : أن القرآن كله
كسورة واحدة فلا داعي للبسملة ...
ما الحكم بين الأنفال و التوبة أو أي سورة قبل التوبة مع
التوبة ؟؟
هناك ثلاثة أوجه لكل القراء هي ( الوقف – السكت – الوصل
) :
-
إن الله بكل شييء عليم وقف براءة
-
إن الله بكل شييء عليم سكت براءة
الأوجه الجائزة
عند إثبات البسملة بين السورتين : ثلاثة فقط
1) قف و قف ...
2) قف و صل ...
هناك
وجه رابع ممتنع عند كل القراء ( صل و قف ) حيث يقع التباس ( هل البسملة تابعة للسورة
الأولى أم الثانية ) و :ان السورة الأولى تنتهي بالبسملة , و قالوا إنما البسملة
لأوائل السور و ليس لأواخرها ..... تم بحمد الله و فضله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق