باب التفخيم و الترقيق :
التفخيم : تسمين
الحرف , و ضده الترقيق : تنحيف
الحرف ( جعل الحرف ضعيفا ) ...
تنقسم الحروف
الهجائية في هذا الباب إلى ثلاثة أقسام :
1) حروف مفخمة دائما : هي حروف الاستعلاء المجموعة في ( خص ضغط قظ ) ...
2) قسم تعتريه حالتا التفخيم و الترقيق و ذلك حسب حركته , و ما
يسبقه أو يتلوه و هما حرفا ( ل , ر ) ...
3) قسم مرقق دائما : بقية الحروف
حكم اللام :
لها حكمان : حكم
يتعلق بلفظ الجلالة ... حكم لا يتعلق بلفظ الجلالة
1)
الحكم المتعلق بلفظ الجلالة ( الله ) :
-
تغلظ لام لفظ الجلالة إن سبقت بضم (
آياتُ الله ) , أو بفتح ( رسولَ الله ) , أو
عند البدء بها ( الله , اللهم ) ... و الحكم
عام عند جميع القراء .
-
ترقق لام لفظ الجلالة : إذا سبقت بكسر ( بسمِ الله , أفي
الله شك ) , أو بكسر غير مرسوم كالكسر الناتج
عن التقاء الساكنين( أحدٌ الله ) حيث تحرك نون التنوين بالكسر نظرا لالتقاء
الساكنين, و يلفظ هذا الكسر دون الرسم مما يسبب ترقيق اللام ...
انفرد ورش عن نافع من
طريق الأزرق بتغليظ اللام زيادة على لام لفظ الجلالة شريطة أمرين :
-
أن تكون اللام مفتوحة ...
-
أن تسبق بأحد حروف الإطباق التالية ( ظ , ط , ص ) على أن تكون ساكنة أو مفتوحة
...
أمثلة :
-
مطْلَع : مع الانتباه لعدم تفخيم الميم مع الطاء و اللام ( لحن ) ...
-
تصْلَى : مع الانتباه لعدم تفخيم الصاد مع التاء ( لحن ) , و بما أنها
من ذوات الياء فتحتمل الوجهين ( التغليظ و الترقيق ) ... كما يمكن للام أن تكون
مقصورة أو ممدودة ...
-
لا يصْلَاها , الصَّلَاة , ( و ما ربك بظَلَّام للعبيد ) : و يمكن
للام أن تكون مخففة أو مثقلة ( مدغمة ) ...
حالات جواز الوجهين (
التغليظ و الترقيق ) في اللام :
1)
إذا فصل بين اللام و أحد هذه الحروف حرف مد جاز الوجهان
( التغليظ و الترقيق ) ...
أمثلة :
( أفطال , فطال ,
فصالا , يصّالحا ) هذه الأمثلة فقط الواردة في القرآن الكريم ؛ يجوز فيها
وجها التغليظ و الترقيق , و التغليظ هو المقدم ( وجه الأداء ) ...
2) إذا اضطررنا للوقف
( الاضطراري أو الاختباري ) على كلمة فيها لام مغلظة وصلاً , و وقفنا
عليها بالسكون ( و يقطعون ما أمر الله به أن يوصل ) ... قيكون الوقف على ( يوصَلْ )
بالوجهين :
التغليظ : لأن اللام مغلظة وصلا ...
ملاحظة :
-
( و اتخذوا من مقام ابراهيم مصلى ) :
يجوز فيها الوجهان ( الفتح و التقليل لعدم اتصالها براء ) , لذلك تقرأ اللام بالوجهين
-
أما ما كان رأس آية كالسور
العشر التي سبق ذكرها آنفا ( و ذكر اسم ربه فصلى _
الأعلى ) ( أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى _ العلق
) فلا تقرأ إلا بالتقليل ... و ما لم يكن رأس آية ( تصلى ناراً حامية _ الغاشية )
فيجوز فيها وجها التفخيم و الترقيق ...
خلاصة مبحث اللام عند ورش عن نافع من طريق الأزرق :
للام حكمان :
-
في لفظ الجلالة : عام يشترك فيه جميع القراء ( تغليظ اللام إن سبقت
بفتح أو ضم أو ابتداء , ترقيقها إن سبقت بكسر )
-
خاص : ينفرد به ورش بتغليظ اللام بشروط مخصوصة ( أن تكون اللام مفتوحة
, و مسبوقة بأحد أحرف الإطباق ( ظ , ط , ص ) على ن تكون ساكنة أو مفتوحة ... مع
الانتباه إلى :
1) تخليص المرقق من المفخم ...
2) حالات جواز
الوجهين ...
3) الانتباه للوقف
على لام مغلظة وصلا ...
4) عدم الجمع بين التغليظ و الإمالة ...
أحكام الراء :
الراء إما متحركة (
رَ , رُ , رِ ) , أو ساكنة ...
الراء المكسورة ( رِحلة الشتاء , رِجال ) : هي محل اتفاق بين جميع القراء بترقيقها ...
أما الراء ( رَ , رُ
) فاختلف فيهما : فورش يرققهما بشروط , على حين أن البقية يفخمونها على
أن يكون تفخيمها كاملا ( يمتلئ الفم بصداها ) كقولنا ( الرَّحمن , و رُدوا ) ...
شروط ترقيق الراءات المفتوحة و المضمومة عند ورش :
1) أن تسبق بكسر أصلي متصل بها ( مِراء
ظاهرا ) ( ففِرُّوا إلى الله )
2) أن تسبق بياء ساكنة سكونا حيا أو ميتا ( مدية أو ساكنة ) : خيْرَا – يفجرونها تفجيْرَا
– كان شره مستطيْرَا ...
3) أن تسبق بكسر و قد فصل
بينها و بينه حرف ساكن مستفل , أو حرف الخاء الساكن :
-
ترقق الراء إن سبقت بكسر أصلي منفصل عنها بحرف ساكن مستفل ( ربك ذي
الجلال و الـاِكْرام
) ( إِكْرَاههن ) ( و هو قائم يصلي في المِحْراب ) ( إنا نحن نزلنا اذكر و إنا له لحافظون ) :
حيث الراء مسبوقة بكسر أصلي , و تنفصل عنه بحرف مستفل ساكن , و انتفى المانع (
وجود حرف استعلاء في كلمتها ) لذلك ترقق ... أما في ( إِعْرَاضا ) فوجود حرف
الاستعلاء ( مانع من الترقيق ) رغم الكسر الأصلي المتصل بها , و الحرف الساكن
المستفل ( ع ) الذي يفصل بينهما إلا أنها تفخم ...
-
ترقق الراء إن سبقت بكسر أصلي منفصل عنها بحرف
الخاء الساكن و ذلك في كلمتين في القرآن الكريم ( إِخْرَاجا – إِخْرَاجكم ) : أما في قوله تعالى (
آتوني أفرغ عليه قِطْرَا ) فالراء مفخمة لأن الفاصل بين الراء و الكسر إما أن يكون
حرفا مستفلا أو الخاء الساكنة من حروف الاستعلاء ليتم ترقيقها ...
موانع الترقيق :
1) إذا أتى بعدها حرف استعلاء في كلمتها : ( الصِراط : تفخم الراء لوجود المانع - حرف الاستعلاء في
كلمتها - على الرغم من وجود الشرط – الكسر الأصلي المتصل بها -)
2) إذا تكررت في كلمتها : ( مِدرارا
: حيث توفر الشرط - الكسر الأصلي المتصل بها - , و انتفى المانع - حرف استعلاء في
كلمتها – لكن تواجد مانع تكرر الراء في كلمتها فتفخم ) ( إِصرارا ) ( الفِرار
)
مستثنيات ترقيق ( رَ , رُ ) عند ورش :
الراءات في الأسماء الأعجمية ( إِسْرائيل , إِبْرَاهيم , عِمرَان
, إِرِم ذات العماد ) حيث الشرط متوفر لترقيقها ( مسبوقة بكسر أصلي ) , و المانع
منتف ( وجود حرف الاستعلاء أو تكرر الراء في كلمتها ) ... لكن الراء فخمت اتباعا للرواية ...
حالات جواز الوجهين مع تقديم التفخيم :
-
الإشراق ( سورة ص
) , حيران (سورة الأنعام ) حيث الشرط متوفر ,
و المانع منتف لكن الراء تقرأ بالوجهين اتباعاً الرواية ...
-
ما كان على وزن فِعْلا , و الفاصل
بين الكسر و الراء حرف ساكن مستفل , و هي ست كلمات في القرآن الكريم :
صِهرَا , حِجرَا (سورة الفرقان ) ... وِزرَا (سورة طه ) ... سِترِا ,
إِمرَا (سورة الكهف ) ... ذِكرَا .... تقرأ هذه الكلمات بالوجهين ( التفخيم و
الترقيق ) وقفا و وصلاً اتباعاً للرواية ...
ملاحظة :
ترقق الراء في ( بشرَرٍ – سورة المرسلات
) : على الرغم من غياب الشرط ( الكسر غير أصلي ) , و وجود المانع ( تكرر الراء في
كلمتها ) إلا أن الراء الأولى ترقق لترقيق الراء
الثانية اتباعا للرواية وصلا و وقفا , و ليس بسبب الكسر السابق ( كسر غير أصلي ) ,
مع وجود مانع الترقيق ( تكرار الراء في كلمتها ) ...