الاثنين، 21 سبتمبر 2015
المجلس الثاني ...
تفريغ المجلس
الثاني :
*)) ينبغي
لمن أراد الحصول على الإجازة أن يكون :
-
قادرا
على تطبيق الرواية بشكل صحيح ...
*)) تعريف
الراوي الثاني :
هذا
الترتيب الذي قام به ابن المجاهد المتوفى ( 325 للهجرة ) ; فبدأ بالمدينة و.مكة و بصرى و الشام و الكوفة ... و كان أول من
سبع القراءات ... اختار ابن مجاهد الإمام نافع و كان موفق الاختيار لأن الإمام
نافع علم من أعلام القراءات , و هو إمام متقن حافظ صالح مجاب الدعوة ... حيث أن
ابن مجاهد يختار الأتقن فالأتقن ... فاختار ( نافع ) في المدينة , و ( ابن كثير )
في مكة , و ( أبا عمرو البصري ) في البصرة , و ( ابن عامر الشامي ) في الشام , و
ثلاثة في الكوفة ( القاسم – حمزة –
الكسائي ) ... اختار ابن مجاهد لكل قارئ راويين , و ممن قرأ على نافع طلبة كثر
أشهرهم قالون و ورش ...
*)) فمن
هو ورش ؟؟؟؟
تعريفه
:
-
هو
أبو سعيد عثمان بن سعيد المصري , قيل أن أصله من مصر أو ( القيروان ) ببعض الأقوال
...
-
لقب
بورش : لشدة بياضه , و الورش في المعجم الوسيط : شيء يصنع من اللبن ( شديد البياض
) , إذا الاسم عثمان أبو سعيد و اللقب ورش ... و قيل ماخوذ من ( الورشان ) و هو
طائر أكبرقليلا من الحمامةو اختصر فصار ورش ... و سوار كان ورش أو ورشان فهذا
اللقب اختص به عثمان بن سعيد ...
-
رحل
للمدينة المنورة حيث قرأ على الإمام نافع عدة ختمات, و ذكر أنه لما أتى إلى المسجد
قيل له أن عادة الإقراء عند المشايخ أن يقرأ الأول فالأول ... و بما انه جاء من
مكان بعيد فكيف يكون دوره ؟؟؟ اتجه ورش للمبيت في المسجد , و لما نادى الإمام نافع
للإقراء كان عثمان بن سعيد هو السابق , و كان ذا صوت عذب جميل تنازل الطلبة أمامه
عن دورهم لورش فاستمتعوا بتلاوته حتى ختم عدة مرات نتيجة تنازل الطلبة ( و يؤثرون
على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة ) ... ثم عاد لمصر بعد قراءته على الإمام نافع ; و لم يبق مجاورا
للمدينة على الرغم من أن الصلاة في المسجد النبوي تعدل ألف صلاة ... و لعل العلة
في ذلك قوله تعالى (( فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِيالدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ
لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) التوبة ... فرجع إلى مصر لينشر هذا العلم ...
-
ثم آلت إليه ( رئاسة الإقراء ) لما تميز به من إتقان و جودة و
إلمام بالعلوم ; فبراعتهم لا تقتصر على القرن الكريم و إنما تتناول كل ما يتعلق به
( حفظا – تفسيرا – معرفة باللغة العربية و قواعدها – معرفة الناسخ و المنسوخ و
علوم أخرى ذات صلة بالقرآن ) ...
-
مولده : سنة ( 110 للهجرة ) ,
توفي سنة ( 197 للهجرة ) ... و هو أكبر من قالون ولد قبله و توفي قبله ( ولد قالون
سنة 120 للهجرة و و توفي سنة 220 للهجرة ) ...
- دفن في ( القرافة ) في القاهرة , و قبره يزار حتى الآن
... و لهم الأجر بكل حرف من القرآن لما لهم من فضل في جمع و توزيع القرآن , و هم
ممن انطبق عليه قوله عليه الصلاة و السلام : ( خيركم من تعلم القرآن و علمه ) ...
تعلموا القرآن ، فأتقنوه فبلغوه , و الخيرية لا تشمل قارئ القرآن حتى يتعلم فيتقن
فيعلم , و فضل الله واسع , و الله ذو الفضل العظيم
*)) على الطالب أن يكون ملما بثلاثة امور : القارئ – الراوي – الطريق حتى لا تختلط المور ببعضها
فالقراءة : هي قراءة الإمام نافع ...
الرواية : رواية قالون من طريق أبي نشيط , و رواية ورش عن
نافع المدني من طريق أبي يعقوب يوسف الأزرق ( المعروف المتداول ) و هناك طريق (
الأصبهاني ) ...
كيف نفرق بين القارئ , الراوي, الطريق ؟؟
هذا فنقول :
لأن ورش لم يكن قارئا ...
*)) الشروط الواجب توافرها في الرواية حتى تكون صحيحة مقروءاً بها
:
مستفيضة
يستحيل تواطؤهم على الكذب ...
2 ) أن تكون موافقة لأحد المصاحف العثمانية ...
3 ) أن تكون موافقة للغة العربية و لو بوجه من الوجوه ...
و قد ذكر ابن الجزري هذه الشروط في كتاب (( النثر )) فقال :
فَكُلُّ مَا وَافَقَ وَجْهَ
نَحْوِ ... وَكَانَ ِللرَّسْمِ احْتِمَالاً يَحْوِي
باب الاستعاذة :
أنصح بالتلفظ بها تلفظا
صحيحا :
حيث تكسر اللام لالتقاء
ساكنين ( لْ – سْ ) , فنحذف الساكن الأول و نستعيض عنه بالحركة المناسبة ( الكسر )
...
نتلفظ بهمزة وصل و ليس
قطع في ( الاستعاذة ) : حيث الفعل المزيد ( الخماسي أو السداسي ) في العربية ليس
به همزة قطع إنما وصل , و تثبت همزة الوصل هذه في المصدر المشتق منه ( استعاذ –
الاستعاذة ) ...
قد يتساءل أحدكم هل نحن
في درس تجويد أم نحو ؟؟؟
و أقول إن كلا العلمين
ضروري للقراءة , و هما مكملان لبعضهما فالتجويد هو التحسين , و لا تحسين بزيادة حرف
لا أصل له في العربية ...
*)) أحكام الاستعاذة :
1) حكمها الشرعي : الندب على
المشهور ( أشهر أقوال العلماء ) , و قال البعض أنها ( واجبة ) لكنها قلة قليلة ...
و الأمر في قوله تعالى (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) إنما يصرف للندب لا
الوجوب على قول أشهر العلماء ...
2) معناها : التحصن بالله
من الشيطان الرجيم , و الاحتماء به , و الالتجاء إليه ...
القول
في التعوذ المختار
4) الجهر و الإسرار بها :
يقول ابن بري (( و الجهر ذاع عندنا في
المذهب )) فالأولى الجهر بها خاصة في المقرأة حيث يستعيذ الأول منبها المستمعين
للإنصات , أما التالي فيستعيذ سرا لتكون القراءة متواصلة ...
5) محلها : قبل الشروع في
القراءة على المشهور ... و قد فهم البعض أن التعوذ بعد الانتهاء من القراءة و هذا
بعيد لأن الاستعاذة تحصن , و إنما يكون التحصن قبل الشروع في القراءة ; و
هذا نظير قوله عليه الصلاة و السلام ( إذا أكلت فسمّ الله ) فتكون التسمية قبل
مباشرة الطعام و الشراب ...
- على
القارئ أن يختار أحدها و البقية للمعرفة ; لأننا بصدد تعلم أحكام أصول راوٍ أو قارئ من القراء
, فهذه المعلومة للعلم فقط ...
الإتيان بها
لأنها حصن من الشيطان الرجيم ...
قِفْ وَ قِفْ : أي
نقف على الاستعاذة و البسمله ...
قِفْ وَ صِلْ : أي
نقف على الاستعاذة , و نصل البسملة بأول السورة ...
صِلْ وَ قِفْ : أي
نصل الاستعاذة بالبسملة و نقف ...
صِلِ الجميع : أي
عدم الوقف ...
نطالب الطالب
بها لأنها جائزة غير واجبة ...
اتفق كل من
ورش و قالون على الاستعاذة .
*)) تنبيهات :
1) عند البدء بسورة بلا بسملة ( التوبة ) فلا تتوفر هنا الأربعة أوجه إنما (
الوقف – الوصل )
2) لا نصل الاستعاذة بلفظ الجلالة كقولنا ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم الله
لا إله إلا هو الحي القيوم ) أو بالضمير العائد إليه كقولنا (أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم إليه يرد علم الساعة ) أو اسم نبي من الأنبياء كقولنا (أعوذ بالله
من الشيطان الرجيم محمد رسول الله ) إنما نكتفي بالوقف فقط ...
3) إذا قطع القارئ قراءته ثم أردا المواصلة فهل يأتي بالاستعاذة مجددا ؟؟؟
يعود ذلك لطبيعة الكلام الذي قطع القراءة فإن كان الحديث حول القرآن و ما
يتعلق به ( كالسؤال عن حكم تجويدي ) فلا يعيدها .. أما إن كان الكلام أجنبيا عن
القرآن فيعيدها و لو كان رد السلام ...
الأحد، 13 سبتمبر 2015
المجلس الأول (( مقدمة )) .....
تفريغ المجلس الأول (( المقدمة )) :
العمل بالتجويد فرض عين على كل مسلم و مسلمة
... و العلم به فرض كفاية ( إن قام به البعض سقط
عن البقية ) ...
كذلك هو الأمر في حكم القراءات ; فالإنسان مطالب شرعا
بإتقان رواية يتعبد بها .... أما إتقانه لبقية القراءات فهو فرض كفاية, و لا يعتبر
هذا نقصاً من قدر القراءات و إنما فرض الكفاية إذا تركه الجميع تحول إلى فرض عين
....
فلا بد من المحافظة على هذه القراءات للحفاظ
على تواترها و إلا أصبحنا من الآثمين ... حيث يترتب علينا حفظ القرآن الكريم (
المعجزة الخالدة ) بالقراءات التي وردت إلينا متواترة , لتحمله الأجيال المقبلة من
بعدنا ... و إنه لشرف عظيم و مرتبة عاليه لا يصل إليها إلا من انتسب إليها ( أهل
القرآن حفظاً – عملاً – علماً بأحكام القرآن و القراءات ) ... هذه المحبة مطلوبة
شرعاً , فمن أحب شيئا بذل نفسه في الوصول إليه , فيفتح الله له أبواب الوصول , و
هي محبة تحمل الأجر و الثواب و الدرجات العلى ...
لن تكون هذه الدورة مطولة لأن كثيرا من
الأحكام متفق عليها بين الراوي الأول و الراوي الثاني ... و سوف نتحدث ان شاء الله
عما هو خاص عن ( الراوي الثاني ) , مع استحضار القواعد الخاصة بالراوي الأول ,
فنستحضر المعلومة الأولى و نبني عليها الثانية , و بذلك نقارن بين الروايتين ....
و إنما يعود اختلاف الراويين إلى ( نزول
القرآن على سبعة أحرف ) و هو أمر مؤكد بالحديث الثابت الصحيح ... و في نزول القرآن
على سبعة أحرف حكم كثيرة نذكر منها :
-
التيسير على هذه الأمة : حيث يصبح من السهل قراءة القرآن
على الجميع ( للمؤمنين كافة ) ...
-
لغاية إعجازية : حيث الرقم ( 7 ) لا يفيد الحصر ; و إنما يراد منه
الكثرة و ذلك نظير قوله تعالى :
(( اسْتَغْفِرْ
لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن
يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ
وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )) الآية – 80 – سورة التوبة
سنعتمد في دورتنا
كتاب (( الخلاصة السلسة لأصول قالون و ورش )) , و هي دروس ملخصة يفهمها الكبير و الصغير
... لم أعتمد فيها أصولا كالشاطبية لأنها تحتاج شرحا مطولا; فإن لزم الأمرذكرنا بعض الأبيات للتوضيح و دعم الإجابة ...
تنتشر رواية ورش في
: المغرب – تونس – الجزائر – موريتانيا و المغرب الأقصى ...
تتطلب هذه الرواية :
نفساً طويلاً , و ندرسها لنحافظ عليها من الاندثار , و ليكون المؤمن على دراية من
دينه فلا يستغرب هذه الرواية من حيث المدود و أحكامها المختلفة ... و القاعدة تقول
( من جهل شيئا عاداه ) ...
قال رسول الله
صلي الله عليه وسلم : ( يقال لقارئ القرآن : اقرأ ورتل وارتق كما كنت ترتل في
الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها )
... العد المدني يجعل جملة آي القرآن 6214 ... بينما الكوفي يجعلها 6236 ...
أما من احتج
بالآية ( فاقرؤوا ما تيسر منه ) فإنها تتناول القراءة قي قيام الليل و الله اعلم ....
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)