المجلس الخامس (( هاء الكناية أو هاء الضمير ))

    المجلس الخامس (( هاء الكناية أو هاء الضمير ))

هاء الكناية ( هاء الضمير ) :

تعريفها : هي الهاء الزائدة الدالة على المفرد المذكر الغائب ... و تكون في الأسماء و الأفعال و الحروف ...

توضيحات حول التعريف :

* الزائدة : أي ليست أصلية وحذفها لا يغير المعنى خلاف الهاء في ( الله – نفقه – لم ينتهِ ... )

* المفرد : خلاف الاثنين و الثلاث

* المذكر : و ليس الأنثى

* الغائب : و هو ما يكنى عنه ب( هاء الضمير ) أو ( كاف الخطاب )

تكون في :

الأسماء ( بيدهِ ) ... الأفعال ( يعلمهُ الله – و استغفرهُ ) ... الحروف ( إنهُ – بهِ )

علينا أن ننتبه إلى قوله تعالى (( كلا لئن لم ينتهِ لنسفعا بالناصية ))

الحكم هنا ( عدم الصلة ) حيث الهاء في الفعل ( ينتهِ ) أصلية , و الفعل ( ينتهِ ) فعل مضارع مجزوم و علامة جزمه حذف حرف العلة لأنه فعل ناقص ...

حالات هاء الضمير :

1 ) أن تكون بين متحركين ( متحرك قبلها و بعدها ) :

- مثال :( إن رَبَّهُ كَان بِهِ بَصيرا ) ...

- الحكم : الصلة كبقية القراء , و تكون الصلة بواو ( إذا كانت هاء الضمير مضمومة ) , و ياء ( إذا كانت هاء الضمير مكسورة ) ...

- متى تكون هاء الضمير مضمومة ؟؟؟

إذا سبقت بفتح ( لَهُ ) , أو بضم ( يعلمُهُ ) , أو ساكن غير الياء ( عنْهُ )

- متى تكون هاء الضمير مكسورة ؟؟؟

إذا سبقت بكسر ( بِهِ ) , أو سبقت بياء ساكنة مدية أو منطوقة ( فيْهِ – عليْهِ )

م- قدار الصلة : يختلف الأمر و نأتي عيه في بحث المدود , إلا أن الصلة الطبيعية تقدر بحركتين ( إنهُ كان توابا ) ( إن ربهُ كان بِهِ بصيرا )

2 ) أن تكون بين ساكنين ( ساكن قبلها و بعده ) :

- مثال ( يعلمْهُ الله – منْهُ الْماء – أخذتْهُ الْعزّة ) ...

يعلمْهُ الله : حيث الساكن الأول ( مْ ) , و الساكن الثاني ( لّ ) التعريف حيث المشدد ساكن مدغم في متحرك ... أما همزة الوصل فتسقط في الدرج

منْهُ الْماء : حيث الساكن الأول ( مْ ) , الساكن الثاني ( لْ ) التعريف

أخذتْهُ الْعزّة : حيث الساكن الأول ( تْ ) , الساكن الثاني ( لْ ) التعريف

- مع الملاحظة أن الساكن الثاني قد يكون حرفا مشددا أو مجردا , كما أن الساكن الأول قد يكون ساكنا سكونا حيا ( منطوقا ) أو حرف مد كقوله تعالى (( إنا هديناه السبيل )) (( و هديناه النجدين ))  حيث الساكن الأول حرف مد , و الساكن الثاني حرف مشدد ... إذا قد يكون الساكن الأول واضحا مرئيا منطوقا أو حرف مد , و الساكن الثاني ساكنا مجردا أو مشددا ...

- الحكم : عدم الصلة و السبب وجود ساكن بعدها, حيث لا يجوز اجتماع ساكنين متصلين ببعضهما فلا بد من حذف الساكن الأول ...

3 ) أن تكون بين ساكن و متحرك ( ساكن قبلها و محرك بعدها ) :

- مثال ( فيْهِ هدى – و استغفرْهُ إنه كان توابا )

- الحكم : عدم الصلة , و قد اختلف القراء في قراءتها حيث قرأها كثيرون بالصلة أما ورش فقرأها بعدم الصلة ...

4 ) بين متحرك و ساكن ( حيث متحرك قبلها و ساكن بعده ) :

- مثال ( و يعلُمُهُ الكتاب – جاءهُ الأعمى )

- الحكم : عدم الصلة و السبب وجود ساكن بعدها, حيث لا يجوز اجتماع ساكنين متصلين ببعضهما فلا بد من حذف الساكن الأول ...

إذا هناك اتفاق في الحالة ( 1 ) حيث تقرأ هاء الضمير بالصلة , و في ( 2 + 4 ) بعدم الصلة و وجه المنع وجود الساكن بعدها حيث لا يمكن التلفظ بساكنين متتاليين , اما في ( 3 ) فهناك خلاف و قد قرأها ورش بعدم الصلة 

و هذا الحكم عام و شامل لكل آيات القرآن الكريم باستثناء موضع واحد و هو في الأفعال الناقصة المجزومة في قوله تعالى ( و إن تشكروا يَرضهُ لَكم ) _ الزمر الآية 7 _ حيث القاعدة هنا عند ورش هي صله هاء الضمير إن وقع بين متحركين أو في الأفعال الناقصة المجزومة ... لكن ورشا قرأها بعدم الصلة ( يرضَهْ لكم ) ...

ما هي فائدة الصلة في هاء الضمير ؟؟

قال ابن بري رحمه الله :

واعلم بأن صلة الضمير .... بالواو أو بالياء للتكثير

الهاء حرف ضعيف واحد بعيد المخرج يدل على اسم فقووه بهذه الصلة فتكون الهاء واضحة قويه خلاف عدم صلتها , و هذا ما قصدة ابن بري رحمه الله بتكثير حروف الضمير حيث تشتمل على هاء الضمير مع الواو أو الياء عند الصلة ...

تلحق هاء اسم الإشارة ( هذه ) بهاء الضمير ...

أمثلة ( و أن هذه أمتكم أمة واحدة ) ( هذه الأنهار تجري من تحتي ) ( هذه النار التي ) ....

الحكم فيها : صلة الهاء في ( هذه ) إذا أتى بعدها متحرك , و بعدم الصلة إذا أتى بعدها ساكن لأن ما قبلها دائما مفتوح ...

ذكر ابن بري رحمه الله في منظومته و قد قال أن العلة هي الثقل و يمكن أن نستبدله بقولنا (هكذا تواترت الرواية ) :

نافع بقصر يرضه قضى ***  لثقل الضم وللذي مضى

إن اختلاف القراء في هاء الضمير خاصة في الأفعال الناقصة المجزومة  و مرد ذلك إلى نزول القرآن على سبعة أحرف حيث قرأ الرسول " عليه الصلاة و السلام " بعضها بالصلة , و بعضها بعدم الصلة , و بعضها الآخر بالإسكان ... و أقرأ الصحابة و أقرؤا بما سمعوا منه عليه الصلاة و السلام ...

ملاحظة : كما هو الحال في هاء الضمير عند الوقف , كذلك يجب مراعاة أمرين عند الوقف على ميم الجمع ( حذف الصلة + إسكان الحرف ) فمثلا :

فلهمُ أَجرهم ..... تقرأ عند الوصل بالإسكان ( فلهمْ ) ...

          انتهى بفضل الله و حمده